المصدر الأول لاخبار اليمن

موجة التطبيع العلني.. فتح الطريق أمام “صفقة ترامب”

 

قبل سنوات عديدة.. قال مؤسس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان انه سيدفع المال لرمي “ديمقراطية الكيان الاسرائيلي في البحر” التي دعا الله ان يبعدها..

لكن المشهد تغير كثيرا منذ ذلك الوقت حتى اليوم.. فمن امسكوا بإرث الشيخ زايد لديهم رؤية مختلفة.. وبسيطة. لا مانع من التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. فكرة بسيطة لدرجة انه لم يعد مستغربا ان نشاهد وزيرة الرياضة في كيان الاحتلال الاسرائيلي ميري ريغيف تتبختر في باحة مسجد مسمى بإسم الشيخ زايد نفسه في قلب ابو ظبي. فيما الوفود الرياضية التي ترأستها ريغيف تشارك في مسابقات ويذاع نشيد كيان الاحتلال الاسرائيلي في قلب العاصمة الاماراتية.

 

وبطبيعة الحال زيارة ريغيف الى الامارات ليست أولى وجوه التطبيع، ولن تكون اخرها. فقبلها كانت زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الى سلطنة عمان. وقبله كانت وفود رياضية من الكيان الاسرائيلي تزور قطر وترفع علم الاحتلال في عاصمتها، وايضا الى البحرين..

 

= الامر الاول الملفت في كل ذلك ان العلاقات بين الاحتلال وهذه الدول العربية علني. فلا حرج تشعر به هذه الدول من رفع علم الاحتلال او اذاعة نشيده

 

= الامر الثاني الملفت هو ان بوصلة التطبيع التي بالتاكيد تاتي بجهود قادة كيان الاحتلال تشير لدول هي نفسها التي تروج لما يسمى للتحالف الناتو العربي الاسرائيلي

 

اما في الخلفيات، فمن الواضح ان حركة التطبيع الاخيرة لا تخرج من سياق الترويج لصفقة ترامب التي يتوقع اعلانها بعد اسابيع. ولايجاد قبول لهذه الصفقة لدى الشارعين العربي والاسلامي ( وان كان قبولا مزيفا او وهميا) فلا بد من تعويم موضوع التطبيع الذي يوحي كذبا بشرعية وهمية لكيان الاحتلال لدى دول عربية بشخص حكامها.

 

ولان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير يراهنان على نجاح الصفقة لتسجيل انجاز حقيقي في قضية تعتبر الاكثر تعقيدا في العالم، كان لا بد من تهيئة الارضية تمهيدا لتنفيذها. لتأتي حركة التطبيع الاخيرة، والتي تظهر فيها بصمات السعودية التي تقود التطبيع العلني سنوات.

 

وهنا يبرز عامل اخر في كل هذه المسارات وهو السهولة التي يقدم فيها السعوديون ورقة التطبيع، والتي ترتبط بالمازق الاخير لولي العهد محمد بن سلمان، على خلفية قتل الصحفي جمال خاشقجي.

 

فولي العهد لم يجد امامه الا اللجوء الى الاسرائيليين والاميركيين لتامين حماية من التبعات الدولية لقضية خاشقجي…

 

(يكشف موقع “ويان مادسن” الاميركي ان بن سلمان تبادل رسائل مشفرة مع جاريد كوشنير قبل وبعد مقتل خاشقجي، وان هذه المراسلات موجودة لدى وكالة الامن الوطني الاميركية، وان الاسرائيليين كانوا في صلب هذه المراسلات.

 

يضاف لذلك اللقاء السري الذي جمع رئيس اركان الجيش السعودي فياض الرويلي ورئيس اركان جيش الاحتلال غادي ازينكوت في قاعدة اندروز الاميركية بعد نحو سابوعين من مقتل خاشقجي.)

 

كل ذلك يعزز الكلام حول تقديم بن سلمان ورقة التطبيع مقابل حماية من اللوبي الصهيوني وواشنطن في مواجهة اي ملاحقات محتملة.

 

وهنا تطرح اسئلة عدة اهمها:

 

1_ هل سيتمسك ترامب ومعه نتنياهو ببن سلمان (مع اهميته لتمرير صفقة القرن)، في ظل انخفاض اسهمه وتحوله الى حصان خاسر في سباق المشروع الاميركي للمنطقة؟

 

2_ كيف سيكون شكل تحالف “الناتو العربي الاسرائيلي” في المرحلة المقبلة وما هي اولى مهامه؟

3_ هل نجاح التطبيع على المستوى الرسمي مع دول عربية، سيتجاوز عقدة الشارع العربي المتمسك بالقضية والرافض للتطبيع؟

الجواب الوحيد المؤكد في هذه الحالة هو ان اي مشروع ليس مبنيا على شرعية الشعوب سيسقط.. هذا ما يؤكده التاريخ ببعده السياسي والاجتماعي والانساني.. وهو مصير سيلقاه مشروع التطبيع القديم الجديد.. لان المعنيين الاصليين بالقضية همهم الاول والاخير استعادة حقوقهم.. وبالطبع لا يهتمون لاي تحركات اخرى رغم التطبيع.. والتطبيل

 

حسين الموسوي

قد يعجبك ايضا