تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
ليس جديداً أن تدعو دول التحالف ضد اليمن لإيقاف الحرب، وتقوم في الوقت نفسه بتصعيد عملياتها العسكرية في الساحل الغربي، على امل أن ينخدع اليمنيون ويذهبون، للاسترخاء؛ بما يتيح الفرصة لقوى التحالف لتنقض على مدينة الحديدة ومنشئاتها الحيوية.
فقبل الدعوة التي اطلقها وزير الدفاع الأمريكي ،الثلاثاء الماضي، بضرورة اجتماع اطراف “الصراع” على طاولة المفاوضات خلال 30 يوماً ، كانت الامارات قد اعلنت في يوليو الماضي عن هدنة ، إلا أن العمليات الحربية لقوى التحالف لم تتوقف رغم ذلك اعلان الهدنة من قبل الإماراتيين في حينه.
لكن الفارق بين الاعلان السابق للإماراتيين والدعوة الأخيرة للأمريكيين ، هو مستوى الجدية التي تعاملت بها وسائل الاعلام العالمية مع دعوة وزير الدفاع الأمريكي ماتيس، إلا أن هناك من يعتبر دعوة ماتيس مجرد خدعة على مستوى أكبر، وكل من سيحاول التعامل معها بثقة، سيقع في المحظور، وسيسقط ضحية الثقة الساذجة بالأمريكيين، حيث يعتقد عدد من المراقبين، أن واشنطن مضطرة في المرحلة الحالية إلى اللعب على اوراق جديدة، من اجل تحقيق اهدافها القديمة بالسيطرة على باب المندب والجزر اليمنية في البحر الأحمر، وهو حلم لن يتحقق بالنسبة لواشنطن ما لم تحكم سيطرتها على الشريط الساحلي الغربي لليمن، بما يضمن للأمريكيين اوراق ضغط اثناء التفاوض مع اليمن، تسعى واشنطن من خلالها إلى مقايضة اليمن بالتخلي عن احتلال الساحل الغربي لليمن، مقابل موافقة اليمنيين بتواجد عسكري امريكي في باب المندب.
بالمقابل كان للقوات المسلحة اليمنية كلمة لمواجهة تصعيد التحالف الأخير في محافظة الحديدة، عبر الكشف عن منظومة الصواريخ الذكية “بدر1p” ، والتي يرى خبراء عسكريون انها تمثل مرحلة جديدة، في توازن القوى بين اليمن وقوى التحالف، وسيكون لها تأثير كبير في قلب موازين القوى لصالح اليمن خلال الفترة القادمة، وهي مسائل ستؤدي في المحصلة إلى اجبار التحالف على التفكير ملياً في جدوى المعركة العسكرية في اليمن، واللجوء إلى اساليب اخرى غير خيارات الحرب، وتمثل دعوة وزير الدفاع الأمريكي طليعة تلك الأساليب والحيل للمضي في تمزيق اليمن واحتلال ارضه.