//وكالة الصحافة اليمنية//
لأول مرة منذ استقالته كمبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن، خرج الديبلوماسي المغربي جمال بنعمر عن صمته ليتهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر وصريح بتقويض الحل السياسي في اليمن، وشن حملة مغرضة ضده انتقاما من مواقفه المعارضة للحرب في اليمن، وجهوده للتقريب بين الفرقاء اليمنيين، ومحاولة إنهاء أزمة حصار قطر بشكل سلمي.
وقال بنعمر في تصريح مكتوب قدمه أمام محكمة المقاطعة الجنوبية لولاية نيويورك إن “بعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك دولة جارة لم تكن تسمح للنساء بقيادة السيارة، لم تكن راضية عن إمكانية تحول اليمن إلى حكم ديموقراطي، لأن الديموقراطية في اليمن تعني التنافس السياسي وعدم معرفة النتائج مسبقا. وبدل ذلك كانت دولة الإمارات وبعض قادة السعودية يرغبون في أن تكون لهم الكلمة الأخيرة فيمن يحكم اليمن”.
وكرر بنعمر ما سبق أن لمح إليه في آخر تقرير قدمه أمام مجلس الأمن في أبريل 2015، حيث قال إن الحرب التي شنتها السعودية والإمارات بمشاركة دول أخرى كالبحرين وقطر والمغرب، أفشلت المفاوضات التي كان يتوسط فيها والتي كانت على وشك التوصل إلى حل سياسي بين جميع الأطراف اليمنية.
وأضاف بنعمر أنه رفض “جميع التدخلات الأجنبية في الشؤون اليمنية” وحذر من “العواقب الكارثية للقرار المتسرع بشن الحرب” قائلا إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة دعم هذا الموقف بينما انتقدته السعودية والإمارات بشدة. ورغم ذلك، يضيف بنعمر، “رفضت التراجع عن موقف مبدئي يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وفضلت الاستقالة من منصبي”.
واعتبر بنعمر أن موقفه أثبت صحته بعدما “اتضح للجميع بعد أربع سنوات أن قرار شن الحرب كان كارثيا، حيث خلف مقتل أكثر من 10 آلاف مدني، وسمح بارتكاب جرائم حرب على نطاق واسع، ووضع اليمن على شفير أسوأ مجاعة وأخطر أزمة إنسانية في العالم اليوم”. وانتقد بنعمر ما أسماها بالحملة المنظمة التي شنتها ضده السعودية والإمارات من خلال منابرهما المكتوبة والمرئية، بهدف تشويه سمعته وتقديمه بشكل خاطئ على أنه منحاز لأحد أطراف الأزمة اليمنية، رغم أن مسيرته الطويلة تشهد له “بالحياد والنزاهة وإعلاء قيم ومبادئ الأمم المتحدة” حسب تعبيره.