تنظيم وتوحيد وتمكين… اللقاء التشاوري للمبادرات والمكونات الشبابية يخرج بتوصيات عدة
تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية لسنوات طويلة، ظل الشباب اليمني يعمل بشكل عشوائي في مبادرات تطوعية سرعان ما انتهت بعد ظهورها، رغم الاندفاع الكبير الذي انطلق به شباب تلك المبادرات، والطاقات الشبابية التي استهلكها نشاطهم الذي لم يكتمل، وعلى الجانب الآخر برز نشاط تشريعي وتنفيذي تجاوز الشباب ليضم الأطفال في حكومات وبرلمانات متعددة ومثلها شبابية، […]
تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية
لسنوات طويلة، ظل الشباب اليمني يعمل بشكل عشوائي في مبادرات تطوعية سرعان ما انتهت بعد ظهورها، رغم الاندفاع الكبير الذي انطلق به شباب تلك المبادرات، والطاقات الشبابية التي استهلكها نشاطهم الذي لم يكتمل، وعلى الجانب الآخر برز نشاط تشريعي وتنفيذي تجاوز الشباب ليضم الأطفال في حكومات وبرلمانات متعددة ومثلها شبابية، إذ أن كل يوم جديد يأتي بخبر إنشاء حكومة أو برلمان، ما دفع وزارة الشباب والرياضة إلى العزم على حل هذه الإشكاليات التي تحد من هذا التشتت.
حيث نظمت وزارة الشباب والرياضة اليوم في صنعاء، اللقاء التشاوري للمبادرات والمكونات الشبابية، برعاية حكومة الإنقاذ ممثلة برئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور، لتمكين الشباب وإيقاف تشتتهم ودعم أنشطتهم ومشاريعهم من أجل الخروج برؤية واستراتيجية مستقبلية واضحة، وبما يسهم في تنفيذ برامج الدولة ومنها برامج التصدي للتحالف والحصار والحد من آثارها.
اللقاء الذي حضره رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد، وعدد من الوزراء ورجال الدولة، يضم 70 مبادرة شبابية من مختلف محافظات الجمهورية، وحكومات الشباب والأطفال وبرلماناتهم.
فرصة لصنع القرار
وقال رئيس اللجنة الثورية العليا: “أرفع إليكم أسمى التحايا من قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي”، مضيفا: “نحن حريصون جدا على أن نلتقي بهؤلاء الأبطال من أبناء الشعب اليمني المبدعين، خاصة أن وزير الحوار موجود وربما أن يكون هناك حوار كما دعي إليه بعد شهر”، داعيا الشباب الذين لديهم ملاحظات أو مبادرات أو أفكار يريدون الإسهام فيها إلى تقديمها لوزير الحوار لتلخيصها والاستفادة من أفكار الشعب اليمني، حتى تسهم في رفد المشورة والأفكار للوفد الوطني”.
وأكد الحوثي أن جهود الشباب من أبناء الشعب اليمني وكفاحهم داخل المجتمع سيحقق المستحيل إلى جانب حكومة الإنقاذ التي تمتلك ثقلا سياسيا ليس أكبر منه إلا مظلومية اليمنيين، مضيفا: “نتمنى أن تخرجوا بمبادرات طيبة كما نتمنى أن نجد الإنجازات لأبناء الشعب اليمني ككل، والذي يحتاج إلى جميع أبنائه دون استثناء، لأنه ليس ملكا لأحد بل هو ملك نفسه ولن نقبل أبدا بالوصاية عليه”.
ودعا رئيس الثورية العليا أبناء المحافظات إلى الإسهام الجاد ضمن المبادرات المجتمعية في مختلف المجالات تكنولوجيا وزراعيا ومجتمعيا وإنسانيا وطبيا بالقدر المستطاع، مشيرا إلى أن المسؤولين في الحكومة ووزارة الشباب سيعملون على دعم تلك المبادرات رغم شحة الإمكانيات، مؤكدا على اهتمام قائد “أنصار الله” السيد عبدالملك الحوثي واللجنة الثورية، بكل ما يقدمه الشباب وبكل ما يصلون إليه ويعملون على إيصاله وتقديمة للشعب.
أهمية اللقاء
من جانبه أشار نائب رئيس الوزراء محمود الجنيد أهمية اللقاء الذي يأتي لاستنهاض همم الشباب وقدراتهم الكامنة، بما يعزز من أدائهم عملاً وبذلاً وعطاءً وإنتاجاً وإبداعاً في نسيج الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، معبرا عن أمله في الخروج برؤية مستقبلية واضحة لعمل المبادرات والمكونات الشبابية وتحديد أولويات برامجها ومواكبتها للمستجدات واحتياجات المجتمع.
ونوه إلى أهمية تفعيل برامج العمل الطوعي وتكثيف وتجويد أنشطة المبادرات وتوسيع مداها لتصل لأكبر شريحة من المجتمع للحد من الآثار الناجمة عن العدوان والحصار بمزيد من العمل والإنتاج وتضافر الجهود، مؤكدا على مسؤولية وزارة الشباب والرياضة في الإشراف على المبادرات والمنظمات والمكونات الشبابية ورعاية أنشطتها وإيقاف التعامل العشوائي الذي أسهم في تشتيت طاقات الشباب وحرف مسار عمل بعض المكونات وتفريغها من بعدها الوطني.
فجوة إدارية
إلى ذلك قال وزير الشباب والرياضة حسن محمد زيد، في كلمة ترحيبية: “أرجو أن يحقق اللقاء الغاية منه، وهي توحيد جهود المكونات الشبابية وتوحيد ممثليهم في الحكومات المتعددة والبرلمانات، والوعي المشترك باسم قيادة مشتركة”، مضيفا: “لا يبالغ الشباب في توقعاتهم كثيرا، لأن المطلوب هو منهم في أن بادروا ويفكروا ويبحثوا عن إمكانيات، وعلينا تسهيل ذلك لهم لا أن نعيقهم”، وقال الوزير: “للأسف أصبحت الكثير من المؤسسات عائقا أمام الشباب بما فيها هذا التكثيف المخيف للمكونات الشبابية، سواء في منظمات أو حكومات أو أحزاب”.
ووعد الوزير المكونات بتسهيل أعمالهم في مختلف العوائق، مؤكدا أن “صندوق النشء والشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة وجد أساسا لتقويم المبادرات الشبابية، لكننا لم نتمكن بعد من أن نتلمس الطريق لتفعيل النشاط الشبابي لأن هناك فجوة إدارية بيننا وبين الشباب ونأمل من خلال اللقاء التشاوري إلى سدها وأن يكون اللقاء فاتحة الطريق للعمل، ونعدكم أن تكون المخصصات المالية للصندوق تحت تصرفكم”.
استراتيجية وتمكين
إلى ذلك عقدتا جلستان نقاشيتان، ضمت الأولى ممثلين عن بعض حكومات وبرلمانات الأطفال والشباب من جهة ورئاسة الوزراء ووزارة الشباب من جهة أخرى وركزت على كيفية توحيد حكومات الشباب والأطفال والبرلمانات والنتائج الإيجابية التي سيسهم فيها هذا التوحيد، بينما ضمت الجلسة الثانية المكونات الشبابية والميسرين للعمل التطوعي الشبابي، حيث ناقشت سبعة محاور رئيسية كان أهمها تعزيز جانب الولاء الوطني والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المكونات في هذا الجانب.
واستعرض الوكيل المساعد لقطاع الشباب أحمد العشاري مشروع الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب التي أوقفه النظام الأسبق في 2009، وضرورة تفعيلها من أجل استيعاب الشباب وتوحيد رؤاهم وتفعيلهم بما يسهم في تطوير وتأهيل وتفعيل الشباب وتمكينهم وخلق فرصة العمل لهم والقضاء على البطالة، كما استعرضت مدير عام التمكين الشبابي مهدية الصعدي التجارب الناجحة في التمكين الشبابي، وتجربة التمكين الشبابي في اليمن.
مخرجات اللقاء التشاوري
وخرج اللقاء التشاوري للمبادرات والمكونات الشبابية بمشروع توصيات من تسع نقاط ركزت على ضرورة العمل المستقبلي المنظم للمكونات الشبابية وفق لوائح ثابتة، ومطالبة الجهات الرسمية والمدنية والخاصة ذات العلاقة بالعمل على التنفيذ الفعال للاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب واعتماد الموازنة المالية اللازمة لذلك، كما طالبت التوصيات وزارة الشباب للقيام بواجبها تجاه الشباب على مختلف الأصعدة باعتبارها الجهة الحكومية الوحيدة المسؤولة عنهم.
وأكد المشاركون على ضرورة توحيد حكومات وبرلمانات الشباب بكيان برلماني واحد وكيان حكومي واحد ومثله برلمانات وحكومات الأطفال، وعلى ضرورة إنشاء كيان مؤسسي مدني ينظم جميع الكيانات والمكونات المدنية والمجتمعية المعنية بالنشء والشباب، والمطالبة بتشجيع ودعم الحكومة والجهات ذات العلاقة للمبادرات الشبابية وتحديد شكل الاعتراف بها وبمسؤوليها وتنسيق جهودها وتنظيم عملها، وإعداد البرامج والمناهج الوطنية المعززة للولاء والانتماء الوطني، وتطوير وتحديث التنشئة الديمقراطية وثقافة الحوار والقبول بالآخر وتعزيز السلوك المدني في صفوف الشباب باعتباره أساس الوحدة والوطنية، والهمل على تطبيق القوانين باعتبارها المدخل الرئيسي لتحقيق العدالة والمساواة وبناء الثقة بين أفراد المجتمع وصنع السلام.