تحليل خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//
بالنسبة للأمريكيين يعتبر إطالة أمد حرب التحالف ضد اليمن، مجازفة لم يعد بإمكان واشنطن تحمل تكاليفها الاقتصادية والسياسية، الأمر الذي اصبح لابد معه من اللجوء للمفاوضات لعلها تحفظ لواشنطن بعض كرامتها التي اهدرت في اليمن، خصوصاً أن الوقت لم يعد يأتي بالأفضل بالنسبة لواشنطن واتباعها، حيث تتنامى قدرة اليمن الدفاعية ، بينما تسجل قوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة مزيداً الخسائر والانتكاسات.
ولعل مقاربة سريعة للأحداث في اليمن من وجهة نظر خبراء ومحللين سياسيين وعسكريين، تضع القارئ أمام حقيقة المشهد، سواء على المستوى العسكري أو المستوى والسياسي.
فعلى الصعيد العسكري يعاني التحالف من خسائر فادحة مع كل خطوة يخطوها داخل الأراضي اليمنية، وبحسب خبراء عسكريين دوليين فإن كل خطوة يخطوها التحالف داخل اليمن ، لا يمكن أن اعتبارها “نصراً” بأي حال من الأحوال، وذلك عند قياس حجم النفقات والخسائر الكبيرة التي يتكبدها التحالف، ومقارنتها بحجم التقدمات الصغيرة، فإذا كان حجم الخسائر أكبر من الانتصار، فإن ذلك يعد هزيمة بحكم الأعراف العسكرية، وبناء على ذلك يعتقد عدد من المحللين الاستراتيجيين أن كل ما احرزه التحالف من التوغل داخل اليمن معرضاً للأنهيار بشكل سريع مقارنة بالوقت الطويل الذي تطلبه احراز ذلك التقدم، في
حال حدوث هجوم معاكس من قبل الجيش اليمني.
ولعل مقارنة حجم تصريحات الغرور التي بدء بها التحالف حربه على اليمن، مع النتائج الحاصلة ، يدعو
الدول المتحالفة إلى الخجل ، والتوقف فوراً عن المهزلة التي تتعرض لها في اليمن.
ولإنعاش الذاكرة يقول بعض المحللين أن التحالف اعلن انه سيستولى على صنعاء خلال اسبوع، ولم يعلن أنه سيقتل اكثر من 11 الف مدني معظمهم من النساء والاطفال خلال حرب ستستمر لمدة نصف عقد من الزمن.
لم يعلن أحد أن مئات الأف من اطفال اليمن سيموتون جوعاً ومرضاً نتيجة لحصار مطبق ينفذه التحالف خارج القوانين الدولية.
وفي خضم محيط واسع من المفارقات الساخرة، فإن عبدربه الذي كان يفترض أن تعيده دول التحالف إلى صنعاء خلال اسبوع واحد، اصبح مطروداً من عدن للعام الخامس على التوالي.
ومن ضمن قائمة طويلة من المقارنات ، لا يوجد اماكن يعاني منها المواطنون من الاستعباد أكثر من المناطق “المحررة” التي يحتلها التحالف في محافظات اليمن الجنوبية.
في المقابل تبدو المناطق التابعة للمجلس السياسي الأعلى، متعافية أكثر قياساً بالمناطق المحتلة، الأمر الذي دفع واشنطن مؤخراً إلى الاعتراف ضمنياً بأنه لم يعد بالامكان الاستمرار في الحرب على اليمن.
حيث يعتقد عدد من الخبراء السياسيين أن مخاوف الأمريكيين قد تجاوزت الحد المسموح به في الشرق الأوسط، وتمثل “هيبة” الولايات المتحدة، رأس تلك المخاوف ، ومن اجل المحافظة على صورة امريكا امام العالم، كان لابد للولايات المتحدة، أن تقنع العالم بأنها مجرد وسيط لإنها الحرب، فلا يمكن لواشنطن أن تسمح باستمرار هزيمة حلف بقيادة امريكية داخل اليمن.
ومن جهة اخرى هناك من يعتبر أن واشنطن سمحت للخليجيين بإنفاق اموال ضخمة على شراء الاسلحة للعدوان على اليمن، دون التمكن من إعادة اليمن إلى بيت الطاعة الأمريكية، بينما يمكن لواشنطن سحب هذه الأموال من خزائن النفط الخليجي، وتوظيفها في مصالح اكثر اهمية تخدم الاقتصاد الامريكي المنهار.