المصدر الأول لاخبار اليمن

ليلى المعاشيق تتنازل لـ ” بن زايد ” عن المحافظات الجنوبية

تقرير خاص//  وكالة الصحافة اليمنية //     تتكشف الأحداث تباعا لمن لا يدرك حقيقة الأهداف الخفية لدول التحالف “الإمارات والسعودية” وأسرار عدوانها في شن الحرب على اليمن منذ نهاية مارس 2015، وفرض أجندتها عبر احتلالها المحافظات الجنوبية لليمن.   شماعة إعادة “الشرعية ” للرئيس المستقيل والمنتهية ولايته هادي، كانت هي الذريعة لدول الاحتلال من […]

تقرير خاص//  وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

تتكشف الأحداث تباعا لمن لا يدرك حقيقة الأهداف الخفية لدول التحالف “الإمارات والسعودية” وأسرار عدوانها في شن الحرب على اليمن منذ نهاية مارس 2015، وفرض أجندتها عبر احتلالها المحافظات الجنوبية لليمن.

 

شماعة إعادة “الشرعية ” للرئيس المستقيل والمنتهية ولايته هادي، كانت هي الذريعة لدول الاحتلال من أجل السيطرة على أهم الممرات الدولية في خليج عدن، وإنشاء وتمويل العديد من المليشيات المسلحة في المحافظات الجنوبية تمثل تهديدا مباشرا لأمن وسلامة ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر.

قواعد أمريكية  بقناع خليجي

 

اتخذت الحرب التي تشنها دول التحالف على اليمن منحى آخر، تحت مبرر الخطر “الإيراني” غير الموجود في اليمن، وبمسميات دينية وعدائية إقليمية، استطاعت من خلالها الاحتلال “الإماراتي السعودي” السيطرة على السواحل اليمنية الجنوبية، وإنشاء  8  قواعد عسكرية أمريكية بقناع “خليجي” منها 3 قواعد عسكرية سعودية في ” العند وجزيرة سقطرى والمهرة” وعدد 5 قواعد عسكرية  تابعة للإمارات في ” خليج عدن، حضرموت، سقطرى، جزيرة ميون، شبوة”، بعد السيطرة على ميناء البريقة في مدينة عدن يوليو 2015، ليصبح أول قاعدة عسكرية للاحتلال، ومقرا لقيادة قوات التحالف في الحرب على اليمن.

 

ازدادت وافتتحت شهية ” الإمارات والسعودية” أكثر في المحافظات الجنوبية بما تمتلكه من موقع جغرافي هام في الإشراف على خليج عدن، والبحر العربي، وامتلاكها ثروات طبيعية هائلة من النفط في محافظتي “شبوة 50 ألف برميل بحسب الاحصائية المعلنة، وحقول حضرموت بحدود 100 ألف برميل يوميا، وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تمتلك اليمن ما يتجاوز 3 مليارات برميل من النفط الاحتياطي العالمي.

 

الهلال الاستخباراتي

 

وبعكس الأهداف المعلنة لما تسمى “عاصفة الحزم” وما أدعته في بداية العدوان بأنها أنطلقت من أجل إنقاذ الشعب اليمني، وإعادة الشرعية التي لم تدرك حينها عن تلك العاصفة شيء، من خلالها أحكمت سيطرتها على المحافظات الجنوبية، ولأكثر من 3 سنوات لم تنفذ دول التحالف إعمار ما دمرته طائراتها الحربية من البنية التحتية والطرق والجسور والمستشفيات والمراكز الصحية، ولم تقدم أي تنمية حقيقية للمواطنين سوى توزيع بعض المساعدات عبر الهلال” الاستخباراتي” الإماراتي، على بعض الأسر التي لا تسد رمقها لشهر واحد.

 

أحزمة ناسفة

 

اتجه الاحتلال الإماراتي لإزاحة شركائه في الحرب على اليمن، وبعيدا عن أهداف التحالف، في سحب البساط تدريجيا من “الشرعية” الضعيفة عن طريق إنشاء وتأسيس العديد من المليشيات المناطقية المسلحة بما تعرف “الأحزمة والنخب الأمنية” بداية في عدن مارس 2016، تلاها في بقية المحافظات تولت الإمارات عملية التمويل المالي والتدريب والتأهيل والتسليح، أعقب ذلك الإعلان عن تأسيس هيئة سياسية في 11 مايو 2017، عرفت بـ “المجلس الانتقالي الجنوبي” وإخضاع تلك المليشيات تحت قيادتها.

 

تفرد إماراتي

 

كان ذلك بحسب ما يراه مراقبين ردا على تشكيل حكومة ما تسمى بـ” الشرعية” في الرياض بتاريخ 4 أبريل 2016، برئاسة أحمد عبيد بن دغر، منع الاحتلال الإماراتي عودة حكومة هادي من الرياض إلى عدن، واتخذت الإمارات منحى آخر أكثر تشددا، لتحقيق أجندة ومصالح خاصة بها في المحافظات الجنوبية.

 

لتتجه أنظار الإمارات من خلال ذلك إلى توسيع تجارتها النفطية مع أوروبا وأمريكا الشمالية، من خلال التحكم والسيطرة على مراكز التجارة ذات الأهمية الاستراتيجية في المنطقة العربية شبكة موانئ “خليج عدن” البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، وذهبت إلى ماهو أبعد من ذلك بالسيطرة على جزيرة سقطرى في مايو 2017، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية وسياحية تابعة لها، وصولا إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر ومنها موانئ القرن الأفريقي في “إرتيريا ، والصومال، وجيبوتي”، لتذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك في بنغازي ليبيا، ووصولا إلى قبرص.

 

السيطرة على المواقع الحيوية

 

وعلى هذا النحو من التوسع للاحتلال الإماراتي والتركيز بدرجة أساسية ورئيسية على المواقع الحيوية في المحافظات الجنوبية، وسيطرتها من خلال مليشياتها على ميناء الضبة النفطي في حضرموت، إبريل 2016، بذريعة تنفيذ عملية عسكرية ضد عناصر ما تسمى تنظيم القاعدة، وإحكام قبضتها على مضيق باب المندب وميناء المخا جنوب محافظة تعز في يناير 2017، بالإضافة إلى إخضاع ميناء بلحاف ثاني أكبر ميناء نفطي في المنطقة ويقع على البحر العربي في محافظة شبوة بداية أغسطس2017، لسيطرتها بشكل كامل.

 

 

العمالقة والقاعدة “بلاك ووتر”

 

وكانت قد استعانت الإمارات بعناصر من مرتزقة شركة “بلاك ووتر” لمواجهة الجيش واللجان الشعبية، في جبهات الساحل الغربي،إلا أن مقتل وإصابة العديد منهم إثر ضربة باليستية دقيقة للجيش اليمني استهدفتهم في شعب الجن المخا إبريل 2016، خسرت من خلالها الإمارات ملايين الدولارات كتعويضات للشركة وعناصرها، لتتجه شركة “بلاك ووتر” وبتنسيق إماراتي نحو قيادة ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” من أجل الحصول على مقاتلين تكلفتهم رخيصة الثمن، لمواجهة الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الساحل الغربي، والتي أستطاعت إنشاء 5 ألوية عسكرية تعرف بـ “ألوية العمالقة ” نهاية العام الماضي، تضم أكثر من 11 ألفا من العناصر المسلحة، من أجل الوصول والسيطرة على أهم ميناء نفطي لتصدير نفط حقول مأرب في منطقة “رأس عيسى” الواقع بالقرب من مدينة الحديدة على البحر الأحمر.

 

تولت “الإمارات” عملية التمويل، والتدريب والتسليح، وأسندت قيادة تلك الألوية إلى قيادين بارزين من التيار السلفي، يقود هذه الألوية الإرهابي رائد الحبهي قائد اللواء الاول عمالقة، والإرهابي  حمدي شكري الصبيحي قائد اللواء الثاني عمالقة، والإرهابي عبدالرحمن اللحجي  قائد اللواء الثالث عمالقة، والإرهابي نزار الوجيه اليافعي قائد اللواء الرابع عمالقة، والإرهابي  ابو هارون اليافعي قائد اللواء الخامس عمالقة، وجميعهم من أبناء المحافظات الجنوبية.

 

انتحار جماعي

 

الاحتلال الإماراتي يسوق المئات من أبناء المحافظات الجنوبية، إلى جحيم الموت، لتحقيق نزواتها الشيطانية بالسيطرة على السواحل الجنوبية والغربية لليمن، والتي عملت على إنشاء العديد من المقابر الجماعية لدفن جثث مرتزقتها في مناطق مختلفة من “الخوخة والمخا “، مع ارتفاع الأصوات الجنوبية التي تنادي بعدم إرسال الشباب إلى جبهة الساحل الغربي، مقابل بعض الأموال لا تتجاوز الـ 1000 ريال سعودي، إلا أن تجار الحروب من قيادة “الانتقالي الجنوبي” التزموا بموجب اتفاقات مع الإمارات وشركة “بلاك ووتر” تجنيد مقاتلين من أجل تحقيق مكاسب ومصالح شخصية ليس لأبناء المحافظات الجنوبية ناقة فيها ولا جمل.

 

 

المهرة والاحتلال السعودي

 

لم تقف دول التحالف” الإمارات ولسعودية” عند ذلك، بل ظهر التنافس والسباق بالسيطرة على مختلف المناطق في المحافظات الجنوبية، كما حصل في جزيرة سقطرى، ومحافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان، والتي تقع المحافظتين بمنأى عن الحرب على اليمن، وتخضع لما تسمى بالشرعية، دون تواجد عناصر من أنصار الله ” الحوثيين”،فرضت السعودية سيطرتها العسكرية على ميناء نشطون في المهرة نوفمبر2017، وجعلت من مطار الغيضة قاعدة عسكرية لها، وانشأت العديد من المعسكرات في مختلف مديريات المهرة.

 

اتجاه “السعودية” للسيطرة على المهرة من أجل تحقيق مطامع قديمة، وحصول أي “السعودية” على منفذ في بحر العرب، الذي حاولت طيلة السنوات الماضية ولم يتحقق لها ذلك، من أجل مد أنابيب مشروعها النفطي بطول 300 كم في الأراضي اليمنية، من منطقة “الخرخير” وصولا إلى ميناء نشطون الواقع على البحر العربي في محافظة المهرة، هروبا من التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق “هرمز” أمام ناقلات النفط الخليجية، قوبل المشروع السعودي بانتفاضة شعبية من أبناء المهرة، مناهضة لمد أنابيب النفط السعودية ونفذوا اعتصامات مفتوحة ، هددت من خلالها القوات السعودية باستخدام القوة في قمع المناهضين لمشروعها في المحافظة.

 

تبادل الأدوار

 

هناك تبادل للأدوار والمصالح  بين “الإمارات والسعودية” في المحافظات الجنوبية، وهو أمر مرسوم ومتفق عليه، مع أن المصلحة الاقتصادية  للإمارات اجتازت “المصالح السعودية” منذ سنوات، عندما وضعت عينها على ميناء عدن بصفتها منافس طبيعي لموانئ دبي، ويمثل لها “الإمارات” طريقا سهلا للمحيط الهندي، ومحطة اقتصادية وتجارية بديلة في حالة إغلاق إيران مضيق “هرمز”، من خلال السيطرة على 2000 كم من الساحل اليمني، يمثل الدعامة المركزية في مخطط “عيال زايد” ومن خلفهم الولايات المتحدة وإسرائيل، من أن تصبح دولتهم قوة عظمى وأداة اقتصادية هامة في العالم.

 

 

مجنون ليلى

 

السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الذي تناول من خلاله آخر المستجدات الثلاثاء الماضي 7  نوفمبر الجاري، أكد أن دول التحالف لم تأت حباً ولا عشقاً ولا حرصاً لمصلحة أي طرف يمني.

ساخرا من ذريعة ما تسمى الحرب من أجل إعادة الشرعية في اليمن، والذي شبه الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته “هادي” بـ “ليلى”، وقيادة دول التحالف بمجانين “ليلى” الذين شغفوا بهٍ حباً، بالمبادرة إلى شن حرب إبادة على الشعب اليمني من أجله، وأن يتكلفوا كلفة هائلة جداً على المستوى الاقتصادي والعسكري من أجل هادي الذي يمنعه الاحتلال الإماراتي من العودة إلى عدن التي يدعون بأنها محررة.

 

عودة المستحيل

 

ما زعمته دول تحالف العدوان على اليمن من عودة “الشرعية” وإنهاء التهديد الإيراني الذي هو أقرب إليهم من المهرة وسقطرى وصنعاء، تبخرت وأنكشف قناع المشروع “الأمريكي الصهيوني” من خلال أدواتهما في المنطقة، والتي انتهت صلاحية علبة “الفول” لعاصفة الحزم “الشرعية” من خلال منع الاحتلال الإماراتي عودة الرئيس المستقيل والمنتهية ولايته “هادي” من عودته إلى عدن، بعد أن مكث فيها فترة بسيطة في نهاية العام 2015، ولأكثر من عامين ونصف من العام.

بالتنسيق مع السعودية، منعت “الرياض”عودة “هادي”  إلى عدن، بذريعة دواعي أمنية، إلا أنها سمحت له بالعودة بعد أن أدى الولاء والطاعة لعيال زايد، والحج إلى “أبوظبي” مطلع يونيو من هذا العام 2018، والتي بموجبها عاد إلى مقر إقامته الدائمة في الرياض بعد شهر من بقاءه في عدن، بعد تعرضه للإهانات وتحجيم صلاحياته وحظر تحركاته في إطار قصر”معاشيق” ليلى، لتصبح مسألة عودته إلى عدن بعد مغادرتها مطبع أغسطس الماضي، إثر زيارته إلى القاهرة، ومنها إلى الرياض ثم أمريكا، في طور سابع المستحيلات، الذي كما يطرحه مراقبين سياسيين أن قيادة التحالف تسعى إلى طي صفحة هادي السياسية، وباتفاق أمريكي أممي وإلى غير رجعة بعد الحصول على كل ما تريده في جنوب اليمن.

قد يعجبك ايضا