قاذفات صينية بالستية في “الدوحة” وسباق تسليح مشتعل بمئات المليارات
حلول سياسية وصلت إلى طريق مسدود.. وحرب "خليجية" على وشك الاشتعال
تقرير:وكالة الصحافة اليمنية// خاص
يبدو أن الثروة الخليجية المهولة ستصبح شراً مستطيراً عليها ..يؤكد ذلك تنامي حالة العداء المعلنة بين دول مجلس التعاون الخليجي، حد التراشق الإعلامي والتسفيه والاتهامات بدعم الإرهاب والتحشيد العسكري من خلال صفقات سلاح نوعية وبالغة الكلفة.
ويتوقع خبراء عسكريون أن تنفجر الحرب بين دولة قطر و دول الحلف الثلاثي “السعودية، الإمارات ، البحرين” في أي وقت ، فمسببات الحرب قد أقامت تلك الدول حجتها وفتيلها جاهز تماماً للإشتعال .
لكن يبدو أن الدول “الكبرى” المتحكمة بالقرار الخليجي مازالت تؤجل اندلاع الحرب بين تلك الدويلات الواقعة في شبة الجزيرة العربية، حتى تستنفذ فوائضها المالية النقدية من خلال إبرام صفقات شراء السلاح بمبالغ فلكية تكفي لإعمار “الشرق الأوسط” بأكمله.
ومؤخراً دخلت “الصين” في مهرجان “التسليح” الذي يسير بوتيرة عالية في منطقة الخليج، ولو بصورة غير معلنة، حيث ظهرت في العرض العسكري الاحتفائي باليوم الوطني لدولة قطر قبل اسبوع – ظهرت فيه قاذفات صواريخ SY-400 الباليستية قصيرة المدى، صينية الصنع.
وقد كانت الآمال معقودة على قمة الكويت في حل الأزمة الخليجية، غير أن الشواهد كلها أشارت إلى بلوغ الأزمة درجةً كبيرة من التعقيد، أبرزها تغيب قادة دول المقاطعة، فضلا عن إنهاء القمة في يوم واحد، دون الإعلان عن أي تطور إيجابي.
وفي خضم الأزمة، أبرمت تلك الدول عددًا من الصفقات العسكرية بمليارات الدولارات، على نحو يوحي بأن الازمة بلغت طريقًا مسدودًا حد سعي كل طرف تجهيز نفسه عسكريًا، خصوصًا حين أعلن وزير الخارجية القطري خلال مؤتمر له في واشنطن، أنه لا يستبعد ان تقوم دول المقاطعة بعمل عسكري ضد الدوحة، ملوحًا بأن بلاده ستستعين بشركائها مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا إذا حدث ذلك.
طائرات إف 15
آخر تلك الصفقات ما نشرته شبكة “CNN” البريطانية، الجمعة 22 ديسمبر، بشأن إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها ستبيع 36 طائرة مقاتلة من نوع إف 15 إلى قطر، وأنها منحت عقد تصنيع تلك الطائرات لشركة بوينغ بقيمة 6 مليارات دولار. (كانت وكالة بلو مبر غ ذكرت قبل أشهر أن الصفقة ثمنها 12 مليار دولار، وليس ستة فقط).
مقاتلات تا يفون
ووقّع وزير الدفاع البريطاني غافين وليامسون، صفقة لبيع قطر 24 طائرة مقاتلة من طراز “تايفون”، وتصل قيمة الصفقة إلى ثمانية مليارات دولار، وتشمل أيضا صواريخ عالية الدقة، إلى جانب برامج تدريبية بين البلدين.
سفن إيطالية
وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عيد الرحمن آل ثاني، عن توقيع صفقة لشراء سبع قطع بحرية عسكرية من إيطاليا بقيمة 5.9 مليارات دولار. وأضاف آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي انجيلينو ألفانو إن الصفقة تأتي في إطار برنامج عسكري مشترك بين البلدين.
طائرات را فال
ووقعت دولة قطر، في 7 ديسمبر، صفقة مع فرنسا لشراء 12 طائرة رافال بـ1.1 مليار يورو، كما وقع الجانبان على خطاب نوايا لشراء 490 آلية مدرعة من نوع “في بي سي ايه” من مجموعة نكستر الفرنسية بقيمة تصل إلى 1.5 مليار يورو، حسب ما أكدته الرئاسة الفرنسية.
صواريخ صينية
وأعلن جوزيف ديمبسي ، الباحث المشارك في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، في تغريدة على تويتر، أن هناك صفقة عسكرية أبرمت فيما يبدو بشكل غير معلن بين الصين وقطر، والدليل على ذلك أن العرض العسكري ظهر فيه قاذفات صواريخ SY-400 الباليستية قصيرة المدى، صينية الصنع.
ونقل موقع ” ديفنس نيوز” الأمريكي عن مصدر مطلع أن “المشكلة التي تواجه قطر الآن هي الافتقار إلى أفراد القوات المسلحة القطرية لتشغيل هذه الأنواع الجديدة من المقاتلات، ومن أجل التعويض عن النقص في عدد العسكريين، سيتعين عليها حتمًا تجنيد قوات أجنبية (مرتزقة).
لم توجه قطر الانتباه إلى الصواريخ خلال العرض، لكن جوزيف لفت الانتباه بتغريدته، إذ ظهر في الصور ان كل قاذفة تحمل صاروخًا من طراز “BP-12A”، القادر على حمل رأس حربي يبلغ وزنه 480 كيلوجراما ليصل الى 280 كيلومترا، وفق ما قاله مسؤولو الشركة الوطنية الصينية لاستيراد وتجارة الماكينات الدقيقة خلال المعرض الدولى للأسلحة عام 2012.
وجدير بالذكر أن نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف يفرض قيودًا مشددة على صادرات الصواريخ التي يمكن أن تحمل رأسا حربيا وزنه 500 كيلوغرام لمسافة تصل إلى 300 كيلومتر. وقد هاجمت قناة العربية، عبر مقال على موقعها الإلكتروني تلك الصفقة، وذكرت ان مدى الصواريخ يصل إلى 400 كيلومتر، ومن ثم فإن ذلك يكشف عن نوايا عدوانية بضرب عواصم دول المقاطعة.
وكان قرار بكين بيع نظام SY-400 للدوحة في خضم الأزمة القطرية مدفوعا بعدد من العوامل، فمنذ أن شاركت الصين في معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري عام 2014، سعت الصين لتصدير تكنولوجيتها العسكرية إلى قطر، وكانت الدوحة ترغب في شراء نظام الصواريخ الباليستية ذاك في العام نفسه الذي وقع فيه الخلاف الدبلوماسي، والذي سحبت فيه الدول الخليجية الثلاث سفراءها من قطر لمدة 8 أشهر.
سعي لتحقيق التوازن
وفي مؤشر على سعيها لتحقيق التوازن مع الأطراف كافة، فإنه في العام نفسه الذي سعت فيه بكين لبيع صواريخها الباليستية إلى قطر، كانت قد أنشأت مصنعاً للطائرات من دون طيار في السعودية؛ لتقدّم نفسها على اعتبارها شريكاً تجارياً ودفاعياً، ومصدراً لبيع الأسلحة، وقوة عظمى بديلة للولايات المتحدة لا يمكن الاستغناء عنها.
ولم تقتصر الصفقات على قطر فقط، فقد أعلن البيت الأبيض عن صفقة أسلحة مع السعودية بقيمة 110 مليار دولار، كما أن إجمالي الصفقات والتعاقدات التي وقعتها القوات المسلحة الإماراتية، على مدار خمسة أيام من معرض الدفاع الدولي “أيدكس 2017″، بلغت قيمتها نحو19.17 مليار درهم (5.2 مليارات دولار).
وأعلن قائد سلاح الجو الملكي البحريني اللواء ركن طيار الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة عن صفقة بقيمة 3.8 مليار دولار مع شركة لو كهيد مارتن، لشراء 16 طائرة من طراز F16 الحديثة وقد ترتفع الى 19 مقاتلة؛ لتكون بذلك اول دولة في المنطقة تحصل على هذا الطراز المحدث.