تقرير(وكالة الصحافة اليمنية)
قال موقع Stratfor، إن الدول «الصغرى» في مجلس التعاون الخليجي ممثلة في قطر والكويت وسلطنة عُمان، عانت خلال السنوات الأخيرة، ضغوطاً من السعودية والإمارات ، اللتين هددتا «استقلالية» تلك الدول.
وأوضح الموقع الأميركي أن سياسة الرياض وأبوظبي فشلت في دفع الدول الثلاث لتبني سياستهما بالمنطقة وخارجها، من خلال الاعتماد على «حيل» لاستمالة القوى الخارجية الكبرى، والحفاظ على استقلاليتها.
ويقول تقرير الموقع الأميركي، إن السعودية والإمارات مُستغلّتَين غطاء استراتيجية واشنطن المعادية لإيران، تهدفان إلى دفع بقية دول مجلس التعاون الخليجي لتبنّي خطهما. انضمت البحرين قبل زمنٍ طويل إلى جانبهما، لكنَّ قطر لم تفعل الشيء نفسه بكل تأكيد، وهي حقيقة أدَّت إلى فرض حصارٍ على الدوحة، على خلفية رفضها اتخاذ إجراءات صارمة بحق المعارضين الذين يُهدِّدون السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى جانب أسباب أخرى.
وفي الوقت نفسه، تضع أكبر قوتين في المنطقة وفي مجلس التعاون الخليجي نصب عينيهما أيضاً الكويت وسلطنة عُمان، مُعتبرتين أنَّ استقلال هاتين البلدين يفرض تهديداً على استقرارهما هما.
وبدا لفترة وجيزة أنَّ السعودية والإمارات أقنعوا الرئيس الأميركي بالوقوف إلى جانبهم حين دَعَمَ دونالد ترمب مؤقتاً حصارهم قطر صيف العام الماضي (2017). لكنَّ هذا الإجراء لم يؤدِّ إلا إلى تشجيع الدوحة على تذكير واشنطن، بقوةٍ، بقيمتها كشريكٍ استراتيجي لها، في حين فتحت الكويت ومسقط أيضاً طريقاً مع البيت الأبيض؛ خشية أن تصطدما مع الرياض وأبوظبي.
وكل هذه الإجراءات جزءٌ من استراتيجية القوى الخليجية الصغرى أعضاء مجلس التعاون الخليجي القائمة منذ زمنٍ طويل: اعتمِد على قوة خارجية –لديها مصلحة محدودة في تبديل الظروف السياسية الإقليمية- كي تحافظ على شعور بالتوازن؛ ومن ثم ضمان بقاء الدول الأصغر في مواجهة العدوان من القوى الأكبر بالمنطقة. وهي استراتيجية مُجرَّبة ومُختبَرة، وبالنسبة للكويت وقطر وعُمان، تنجح هذه الاستراتيجية مجدداً.